الفول السوداني: معلومات عن النبات، تاريخه، استخداماته وقيمته الغذائية

Dr. Yashoda Jadhav

مربي نباتات

5 دقيقة قرأت
12/09/2024
الفول السوداني: معلومات عن النبات، تاريخه، استخداماته وقيمته الغذائية

حقائق مثيرة حول الفول السوداني / الفستق (Arachis hypogaea)

الفول السوداني نبات متعدد الاستخدامات وذو أهمية اقتصادية كبيرة، ويلعب دورًا بارزًا في تاريخ الإنسان. إنه المحصول الزيتي السادس الأهم في العالم وثالث أهم مصدر للبروتين النباتي. يعتبر الفول السوداني محصولًا نقديًا يوفر دخلاً وسبل معيشة للمزارعين. ينحدر النبات من أمريكا الجنوبية وتم زراعته لعدة قرون، حيث قدم توفيرًا للغذاء وللزيت وعلف الحيوان بالإضافة لمجموعة واسعة من فوائده الصحية الانسان وصحة التربة.

نبات الفول السوداني أو الفستق يعرف علميًا بـ (Arachis hypogaea) وهو محصول بقوليات ينتمي إلى عائلة Fabaceae والفول السوداني المزروع له نوعان فرعيان، Hypogaea وFastigiate، وبالتالي فإن لهما صنفين نباتيين (var، Hypogaea وvar. aequantoriana). هناك اختلاف كبير في المظهر النباتي (القرون والبذور) بين هاتين الفصيلتين الفرعيتين [1]. يتم التلقيح الذاتي للنبات بواسطة زهرة cleistogamous (حيث يقوم حبوب اللقاح المنتجة من داخل الزهرة بتلقيح تلك الزهرة فقط)، ومع ذلك يمكن حدوث التهجين الطبيعي إلى حد بسيط في وجود نشاط عالٍ للنحل.

معظم أنواع الفول السوداني التي يتم زراعتها تجاريًا هي أعضاء في مجموعات الأصناف النباتية hypogaea (الاسم الشائع/نوع السوق: فيرجينيا أو رانر)، و fastigiate (فالنسيا)، و vulgaris (إسباني).

معلومات عن نبات الفول السوداني - الشكل الخارجي والمتطلبات البيئية 

الفول السوداني: معلومات عن النبات، تاريخه، استخداماته وقيمته الغذائيةهو محصول سنوي يمكن أن يصل ارتفاعه إلى حوالي 30-50 سم مع نظام جذري رئيسي وعدة جذور جانبية. يبدأ الإزهار حوالي 17-35 يومًا بعد ظهور البادرات اعتمادًا على السلالة والظروف البيئية. بعد الإزهار، تتطور السوق المطولة للنبات إلى أشكال صغيرة وتنحني نحو الأرض، ثم تدخل لاحقًا إلى التربة (منتقبة إيجابيًا)، مما يسمح للقرون النامية بأن تغمر نفسها في التربة [2]. هذه الخاصية الفريدة تعطي الفول السوداني اسمه. يوجه طرف القرن بعيدًا عن الجذر باتجاه أفقي. 

زراعة الفول السوداني تتطلب حقلًا جيد الصرف يحتوي على تربة رملية أو طميه رمليه أو تربة طميه رمليه، والتي تكون خالية من الأمراض الناشئة عن التربة مع وجود على الأقل 500 ملم من الأمطار الموزعة بالتساوي وكمية كافية من أشعة الشمس. يمكن زراعته كمحصول فردي أو مختلط في ظروف الري المطري، ويمكن زراعته كمحصول فردي إذا كانت توفر الري والرطوبة المتبقية (الأراضي المروية للأرز). يتأثر نمو النبات وتطوره إلى حد كبير بدرجة الحرارة، وأنسب درجة حرارة تتراوح بين حوالي 25-30 درجة مئوية. يُزرع الفول السوداني كمحصول تجاري فردي في بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والأرجنتين والبرازيل والصين وجنوب أفريقيا. هذا يتطلب مدخلات عالية ومساحات كبيرة وتوافر الري والزراعة الميكانيكية أو شبه الميكانيكية، وإنتاجية عالية. في الوقت نفسه، يكون الوضع عكس ذلك في بلدان آسيا وأفريقيا مع زراعة الكفاف.

تعتمد طرق زراعة الفول السوداني على نوع التربة وميل الأرض وتوفر الري. يمكن زراعة الفول السوداني باستخدام أساليب مختلفة مثل تكويم التربة كتلال وتكوين الحفر و الاخاديد على مسافة 60 سم من التلال والبذر. يتم الزراعة على جانبي التلال وأيضًا باستخدام طريقة تكويم المصاطب "السرير العريض" (عرض 60 سم، مع ترك 15 سم على كلا جابني المصاطب) والتكويم لضمان النمو الأمثل. يتم تغطية المصاطب بورق الفراش للحفاظ على الرطوبة في بعض الأماكن. يشتهر الفول السوداني بخصائصه في تثبيت النيتروجين (100-152 كجم/هكتار من النيتروجين)، ويضيف مواد عضوية إلى التربة مما يعود بالفائدة على التربة ويقلل من الحاجة إلى الأسمدة الخارجية. يمكن تطبيق الجبس الزراعى (كبريتات الكالسيوم) بعد مرور 45 يومًا على الزراعة لتعزيز تكوين القرون وملء القرون بشكل أفضل. يمكن تجنب ذلك في التربة المتأثرة بالكالسيوم.

الأهمية التاريخية للفول السوداني 

لا يوجد أحد على يقين من الأصل الدقيق للفول السوداني؛ إلا أنه من المرجح أن يكون قد بدأ في منطقة الهضاب الشرقية لجبال الأنديز (جنوب بوليفيا وشمال الأرجنتين). جنس Arachis مقيد طبيعيًا إلى الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وباراغواي وأوروغواي في أمريكا الجنوبية.

تُعتبر مناطق Guarani وGoias وMinas Gerais  (البرازيل) وRondonia  وشمال غرب Mato Grosso (البرازيل) والهضبة الشرقية لجبال الأنديز في بوليفيا وبيرو وشمال شرق البرازيل هي ست مراكز جينية معترف بها لزراعة الفول السوداني في أمريكا الجنوبية. ساهمت هذه في أعظم تنوع جيني في جنس .Arachis ويمكن العثور على مركز ثانوي للتنوع في أفريقيا.

في أواخر القرن الخامس عشر، قام البرتغاليون بنقل أصناف الفول السوداني ذات البذور الثنائية من الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية (البرازيل) إلى أفريقيا، وإلى ساحل مالابار في جنوب شرق الهند، وربما حتى إلى الشرق البعيد. جلب الإسبان الأنواع البيروفية ذات البذور الثلاثة (بما في ذلك الأنواع المكسوة بالشعر) من الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية عبر المحيط الهادي الغربي إلى إندونيسيا والصين، ثم إلى مدغشقر؛ تم تصدير الفول السوداني إلى جميع أنحاء العالم بحلول منتصف القرن السادس عشر ووصل إلى أمريكا الشمالية من أفريقيا (عبر تجارة الرق) وجزر الكاريبي وأمريكا الوسطى والمكسيك؛ أكثر من 114 دولة تزرع الفول السوداني حالياً؛ و بحلول القرن التاسع عشر، أصبح محصولاً هاماً في غرب أفريقيا والهند والصين والولايات المتحدة الأمريكية.

الفول السوداني: معلومات عن النبات، تاريخه، استخداماته وقيمته الغذائية

القيمة الغذائية والفوائد الصحية للفول السوداني 

الفول السوداني غني بالعناصر الغذائية، مما يجعله قيمًا في النظام الغذائي المتوازن لمكافحة سوء التغذية. إنه مصدر ممتاز للبروتين النباتي (25-28%) في اللب والزيت (48-50%). بالإضافة إلى ذلك، يقدم لب الفول السوداني العديد من العناصر الغذائية المحسنة مثل المعادن - البوتاسيوم، الفوسفور، المغنيسيوم، وغيرها. ومن بين هذه المعادن، يعزز المغنيسيوم صحة العظام وينظم ضغط الدم. والفوسفور، المعدن الأساسي الآخر الموجود في الفول السوداني، يساعد في عملية التمثيل الغذائي للطاقة ويلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الأسنان والعظام [2].

يحتوي لب الفول السوداني على مضادات الأكسدة والفيتامينات، وهو مصدر ممتاز للفيتامينات E وK  وB، وجميع الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة للنمو والإصلاح.

تحتوي وجبة الفول السوداني (100 غرام) على حوالي 560 سعرة حرارية وتحتوي على حوالى 25 غرامًا من البروتين، مما يجعلها بديلاً رائعًا للنباتيين. هذه الدهون تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار وتقلل خطر الإصابة بأمراض القلب. وعلاوة على ذلك، تحتوي على مركبات نباتية مفيدة مثل الريسفيراتول والفلافونويد والفيتوسترولات. تتمتع هذه المركبات بخصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، مما يساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان والسكري.

بالإضافة إلى لب الفول السوداني، يحتوي المحصول ما بعد الحصاد على:

  • 85-93%  من المادة الجافة
  • 6-20%  من البروتين الخام
  • 2-13%  من البروتين القابل للهضم
  • 47-56%  من المواد الغذائية القابلة للهضم الكلية (TDN)
  • 8-11 MJ/kg  من الطاقة الأيضية (ME)
  •  1-3% من الدهون
  •  42-27% من الكربوهيدرات
  •  22-38% من الألياف الخام
  • 9-17%  من المعادن
  • 0.3-0.7%  من الفوسفور
  •  1.5-2.5% من الكالسيوم

لذلك، يُستخدم متبقيات النبات ما بعد الحصاد (الأوراق والفروع والسيقان) كعلف للحيوانات أو في إنتاج السماد [3].

استخدامات متنوعة للفول السوداني 

تتجاوز تنوع استخدام الفول السوداني فوائده الغذائية. تستهلك بذور الفول السوداني على نطاق واسع ويمكن تناولها نيئة أو محمصة، ويتم استخدامها في صنع زبدة الفول السوداني، والشوكولاتة، والبروتين بار، والحلويات.

يُستخدم زيت الفول السوداني، الذي يستخرج من بذور النبات، في الطهي والقلي وصلصات السلطة بسبب نكهته الخفيفة ونقطة احتراقه العالية. يُستخدم الزيت أيضًا في إنتاج المرجرين وكماده اساسيه لمنتجات التجميل.

يستخدم الفول السوداني لاستخراج الزيت، وكذلك الأوراق والسيقان والقشور، مكونات أساسية لعلف الحيوانات. يجعل محتواه العالي من البروتين منه إضافة مثالية للماشية والدواجن.

علاوة على ذلك، يُستخدم قشر الفول السوداني كوقود حيوي، مما يجعله مصدرًا للطاقة المتجددة. إن الفول السوداني يُعتبر حقًا نباتًا قيمًا حيث يمكن إعادة استخدام كل جزء من النبات لأغراض مختلفة. بشكل عام، يُظهر نبات الفول السوداني مفهوم الاستدامة والاستفادة من الموارد.

قراءة إضافية

الفول السوداني: معلومات عن النبات، تاريخه، استخداماته وقيمته الغذائية

أسس اختيار أفضل أصناف الفول السوداني: دليل شامل

 

مراجع:

  1. Krapovickas A and Gregory WC (1994) Taxonom ́ıa del ge ́nero Arachis (Leguminosae). Bonplandia 8: 1–186.
  2. Pasupuleti Janila N. NigamManish K. Pandey,P. Nagesh and Rajeev K. Varshney , Groundnut improvement: use of genetic and genomic tools, 2013. Front. Plant Sci., 25 February 2013 Sec. Plant Genetics and Genomics Volume 4-2013.  https://doi.org/10.3389/fpls.2013.00023.
  3. Nigam SN. 2014. Groundnut at a glance. Pp 121.