الغش الغذائي في العسل وشراب القيقب

الغش في العسل يشير إلى التلاعب العمد أو التمثيل في منتجات العسل بهدف خداع المستهلكين أو زيادة الأرباح. كانت هناك العديد من حوادث الاحتيال البارزة في مجال العسل في السنوات الأخيرة.

على الرغم من تصنيف منتجاتهم كمنتج نقي، إلا أن بعض الشركات قامت في السابق بخلط العسل أو شراب القيقب مع محليات أرخص مثل شراب الذرة، وشراب الأرز، وشراب شراب بنجر السكر، أو سكر القصب. وهذا قلل من تكاليف الإنتاج، لكن المستهلكين ما زالوا يدفعون السعر الكامل مقابل العسل النقي أو شراب القيقب، مع تحقيق الشركات أرباح إضافية. الغش في العسل هو واحد من أكثر حالات الغش الغذائي انتشارًا في التاريخ. إنه يحتل المرتبة جنباً إلى جنب مع النبيذ وزيت الزيتون كواحد من أكثر المنتجات تزويرًا وبيعًا على مستوى العالم. تقول سارة ويندهام-لويس، ساقية العسل المقيمة في لندن: "للأسف، هذا ليس شيئًا مثل لحم الحصان. يمكن للناس مجرد وضع تلك اللحمة تحت الميكروسكوب والقول، 'هذا ليس لحم بقر؛ هذا لحم حصان'. بالنسبة للعسل، إنها أمور أكثر تعقيدًا بكثير من ذلك. يحدث ذلك لأنه يوجد مصانع ضخمة في الصين بشكل رئيسي، تقوم بصنع شراب مخصص مصمم لتقليد العسل واجتياز الاختبارات".

هذه المشكلة منتشرة بشكل واسع؛ في عام ٢٠١٣، قامت وزارة العدالة الأمريكية بتوجيه اتهامات إلى اثنين من أكبر مستوردي العسل في "عملية Honeygate"، التي أصبحت أكبر حادثة احتيال غذائي في تاريخ الولايات المتحدة (٣). وجد تحليل من مختبر مشروع اصالة العسل ل ١٣ماركة من ماركات العسل في سلسلة متاجر في المملكة المتحدة من عام ٢٠٢٠ إلى ٢٠٢٢، اكتشف أنه لا تلتزم أي منها بمعايير تسمية الاتحاد الأوروبي ولا يمكن تسميتها "عسل حقيقي" (الصورة ١)، بعد أن خضعت لأكثر من ٢٤٠ اختبارًا (٤).

صورة ١. نحال ينتج عسلًا حقيقيًا.

أصبحت عمليات غسيل العسل منتشرة الآن لدرجة أن السوبرماركت ذات التكلفة المنخفضة في المملكة المتحدة تبيعه بمبلغ ٨٠ بنسًا فقط - أقل بكثير من تكلفة الإنتاج في جميع أنحاء العالم (حوالي ٣.٥٠ جنيه إسترليني للكيلوغرام الواحد). هذا الخداع للمستهلكين ليس ضارًا في حد ذاته فحسب، بل يمكن أن يلحق الأذى بالصحة، كما أظهرته الجامعة الوطنية الماليزية في عام ٢٠١٨، حيث تزعم أن تناول العسل المغشوش يزيد من مستويات الجلوكوز في الدم، ويسبب السمنة، ويظهر تأثيرات سامة؛ بالإضافة إلى أن النتائج الحرجة كانت على دراسة استغرقت ١٦ أسبوعًا أُجريت على الجرذان، حيث كان ٣١.٢٥٪ من الذين تم تغذيتهم بالعسل المزيف ميتين في الأسبوع السابع وأظهروا سلوكًا غير طبيعيًا مثل العدوانية واستهلاك الكحول بشكل مفرط وارتفاع معدل ضربات القلب وتساقط الشعر والخمول وضيق التنفس وزيادة في الوزن ومؤشر كتلة الجسم والوسادات الدهنية ومستويات الثلاثي الغليسيريد والكوليسترول والجلوكوز، مما يشير إلى أن تناول العسل المغشوش يؤدي إلى تأثيرات سامة في الكبد والكلى، والسمنة، وربما السكري (٥). أسهل طريقة للمستهلك للتحقق من العسل هي النظر في العلامة. تنصح سارة بتجنب أي شيء يحمل كلمة "خلطة" - لأنه "لا يوجد أبدًا سبب لخلط العسل". وعلاوة على ذلك، تجنب أي شيء يقول "خليط من عسول غير الاتحاد الأوروبي" لأن ذلك يشير إلى أنه قد يحتوي على سموم السكر (صورة ٢). وفقًا لبعض التقديرات، يتم إنتاج هذا العسل الصيني بكميات أكبر الآن من جميع المناحل على كوكب الأرض. ثم يتم إرسال العسل عادة إلى المصانع للمزج مع عسل آخر - وربما مع مواد أخرى أيضًا، مثل شراب الأرز الرخيص. السلطات الصينية على علم بمثل هذه الممارسات وتقول إنها تعمل بجد لاكتشافها. "يجب أن يكون العسل من مصدر واحد - وبالتالي، يصبح صورة بطاقة بريدية مثالية عن تلك الفترة وتلك المكان والغذاء الذي يقوم النحل بجلبه إلى الخلية. تقول سارة، ازدادت الإنتاج العالمي بنسبة تقريبية ٥٠٪ خلال العقدين الماضيين. وخلال نفس الفترة الزمنية، ازداد عدد خلايا النحل المربى، ولكن بنسبة أقل من ٣٠٪ إلى حوالي ٩٠ مليون، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. يشعر مربو النحل بالقلق من أن التوريد الرخيص سيدفع بهم إلى الخروج من الأعمال التجارية، مما يؤدي إلى نقص في عدد النحل الذين يلقحون المحاصيل والزهور البرية والأشجار، مما يهدد بكارثة بيئية.

لذا، فإن مزج العسل من مصادر مختلفة يؤدي إلى منتج مجهول تمامًا بدون مصدر. لا توجد أصالة، وقد تمت معالجة المزيج بدرجة عالية. كما تدعي بعض محلات السوبر ماركت الكبيرة وشركات تعبئة العسل، لا يمكن "إرجاع العسل المخلوط إلى الخلية". هذا هو الغسل الأخضر”. وتعتقد سارة أنه بدلاً من حظر العسل المزيف، يجب تغيير الملصقات لتوضيح أنه ليس منتجًا طبيعيًا. "لا ينبغي لنا أن نحظر "العسل" الرخيص الثمن، لأن ذلك يصبح غير ديمقراطي وغير مفيد. وبدلا من ذلك، ينبغي لنا أن نحاول تعريفه بشكل أكثر دقة. لذلك، لدينا نموذج جيد حقًا في صناعة شراب القيقب. لديك منتجان بجانب بعضهما البعض. إحداهما عبارة عن نسخة رخيصة تحمل علامة واضحة "شراب بنكهة القيقب" وبجوارها يوجد شراب القيقب المعتمد - الصفقة الحقيقية - وهو منتج طبيعي ذو مصدر يكلف ثلاثة أو أربعة أضعاف ذلك السعر. كمستهلك، الاختيار واضح لك، ويمكنك القيام به حسب محفظتك وتفضيلاتك”، اضافت سارة (٣).

اقرأ المزيد عن الاحتيال الغذائي أدناه

الغش الغذائي في العسل وشراب القيقب

الغش الغذائي في البهارات والأعشاب

الغش الغذائي في زيت الزيتون

مراجع

1. https://www.fda.gov/food/compliance-enforcement-food/economically-motivated-adulteration-food-fraud
2. Brooks, C. at al. 2021 A review of food fraud and food authenticity across the food supply chain, with an examination of the impact of the COVID-19 pandemic and Brexit on food industry. Food Control, Vol. 130, 108171.
3. https://www.dailymail.co.uk/femail/article-10305039/Is-honey-cupboard-FAKE-Expert-reveals-simple-ways-tell.html
4. https://www.facebook.com/HoneyAuthenticityNetwork/
5. Suhana S. et al, 2018 Adulterated honey consumption can induce obesity, increase blood glucose level and demonstrate toxicity effects. UKM, Sains Malaysiana, 47 (2). pp. 353-365. ISSN 0126-6039